تفسير سفر الرؤيا ( الحلقة الثالثة ) 149266399
 تفسير سفر الرؤيا ( الحلقة الثالثة ) 149266399
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلالتسجيلدخول

 

  تفسير سفر الرؤيا ( الحلقة الثالثة )

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بنت الراعى
مشرف قسم
مشرف قسم



عدد المساهمات : 157
نقاط الترشيح : 47
تاريخ التسجيل : 23/07/2010
العمر : 32

 تفسير سفر الرؤيا ( الحلقة الثالثة ) Empty
مُساهمةموضوع: تفسير سفر الرؤيا ( الحلقة الثالثة )    تفسير سفر الرؤيا ( الحلقة الثالثة ) Icon_minitime1الخميس 05 أغسطس 2010, 11:41 pm

تابع تفسير سفر الرويا لنيافة الانبا موسي اسقف الشباب

الأصحاح السادس




أولا : الفرس الأبيض : " فنظرت وإذا فرس أبيض ، والجالس عليه معه قوس ، وقد أعطى إكليلا ، وخرج غالبا ولكى يغلب " رؤيا 6 : 1 ، 2

يرمز إلى العصر الرسولى ، الذى خرج فيه الرب غالبا ، ولكى يغلب فلقد قهر الموت ، وفتح الفردوس ودخل القلوب ، وغزا الأمبراطورية الوثنية بنور الحب الإلهى فانهارت ساجدة عند قدميه .. لهذا فالفرس أبيض ، رمز السلام والنقاوة فالمسيحية لم تستخدم القوة الجسدية فى تبشيرها أما القوس فهو رمز الجهاد بالكلمة وتوجيهها هنا وهناك لتسبى النفوس ، ونجاح المسيحية فى الأنتشار ، أما الغلبة المستمرة فهى تأكيد من الرب ، أن النور سوف ينتصر دائما على فلول الظلمة .

الفرس الأحمر : ( رؤيا 6 : 3 ، 4 )

" ....... فخرج فرس آخر أحمر ، والجالس عليه أعطى أن ينزع السلام من الأرض ، وأن يقتل بعضهم بعضا ، وأعطى سيفا عظيما " .

إن انتشار المسيحية وانتصارها لم يكن بلا ثمن لأن عصر الشهداء قد حمل إلى المجد ألوفا وربوات ، لهذا فالفرس هنا أحمر رمز الدماء القانية التى سالت فى كل البقاع شهادة حب للمسيح ، أما الجالس على الفرس هذه المرة فهو عدو الخير الذى أراد أن يفنى المسيحية فأفنته .. والذى تصور أن سيفه العظيم سيخيف المؤمنين ولكنهم ما خافوه حتى الأطفال منهم .

الفرس الأسود : ( رؤيا 6 : 5 ، 6 )

" ........ فنظرت وإذا فرس أسود ، والجالس عليه معه ميزان فى يده ، وسمعت صوتا فى وسط الأربعة الحيوانات قائلا : " ثمنية قمح بدينار ، وثلاث ثمانى شعير بدينار ، وأما الزيت والخمر فلا تضرهما " .

انتهى الأضطهاد الخارجى وجاء الأضطهاد الداخلى جاء عصر البدع والهرطقات عصر الظلمة ( الفرس الأسود ) والغريب أن الجالس عليه معه ميزان فى يده ( أى أنه يدعى العدل والحق وهما منه براء ) إنه المبتدع آريوس أو نسطور أو مقدونيوس أو أوطاخى وكلهم كانوا من علماء الدين ، لكن مع كبرياء مرة أهلكتهم جميعا .

وهكذا صارت " ثمنية القمح بدينار " أى قدح القمح صار غاليا ، وثلث ثمانى الشعير بدينار ، أى كل ما للأكل أضحى عزيزا غاليا ..... كانت كلمة الله عزيزة ، وكاد الضلال أن يشيع فى وسط الكنيسة ... لكن شكرا لله : " أما الزيت والخمر فلا تضرهما " الزيت رمز النعمة والخمر رمز الروح القدس أى أن التعليم الإلهى السليم ، تعليم نعمة المسيح وعمل الروح القدس لن يصاب بأذى " فالله ساهر فى كلمته وهو يجريها " .

الفرس الأخضر : ( رؤيا 6 : 7 ، 8 )

" ولما فتح الختم الرابع ، سمعت صوت الحيوان الرابع قائلا : " هلم وانظر " ! فنظرت وإذا فرس أخضر ، والجالس عليه أسمه الموت ، والهاوية تتبعه ، وأعطيا سلطانا على ربع الأرض أن يقتلا بالسيف والجوع والموت وبوحوش الأرض " .

هذا الفرس يرمز إلى بدعة خطيرة تخمل اللون الأخضر ، والعلم الأخضر ، علامة الحياة بينما هى فى الواقع تحمل الموت لكل تابعيها ، أتباع هذه البدعة يتظاهرون بالتدين بينما هم ينكرون قوة الأيمان ، لذلك فالجالس عليه أسمه الموت والهاوية تتبعه لتبتلع كل أتباعه ومع أن هذه البدعة ستنتشر فى مساحة واسعة ( ربع الأرض )

ومع أنها ستستخدم السيف ( الحرب والجوع ) أى الظلمة الروحية ( والموت أو الأضطهاد ) ووحوش الأرض أى ( الأسلوب الوحشى القاسى ) ، بل أن الوحوش فى تعاملها مع بعضها تكون أكثر رأفة من قساوة هؤلاء ، إلا أن هذا لن يلغى نصرة الحق الإلهى .

الختم الخامس : نفوس الشهداء تحت المذبح ( رؤيا 6 : 9 – 11 ) .

" ولما فتح الختم الخامس ، رأيت تحت المذبح نفوس الذين قتلوا من أجل كلمة الله ، ومن أجل الشهادة التى كانت عندهم ، وصرخوا بصوت عظيم قائلين " حتى متى أيها السيد القدوس والحق ، لا تقضى وتنتقم لدمائنا من الساكنين على الأرض ؟ " فأعطوا كل واحد ثيابا بيضاء ، وقيل لهم أن يستريحوا زمانا يسيرا أيضا حتى يكمل العبيد رفقاؤهم ، وإخوتهم أيضا ، العتيدون أن يقتلوا مثلهم " .

هنا عصر أنين السماء من أجل حالة الأرض ، الشهداء يئنون من أجل الأضطهاد القائم فى الأرض ويطلبون سرعة إدانة الظالمين القساة ، لكن الرب يأمر بإعطائهم ثيابا بيضاء رمز الراحة والنقاوة ، ويقول لهم أن يستريحوا زمانا يسيرا أيضا حتى يكمل العبيد رفقاؤهم فى الشهادة ، وهنا نلاحظ :

1- أن الأرواح البارة فى الفردوس يمكن أن تقلق وتحتاج إلى راحة وتعزية ، لهذا نصلى نحن من أجل المنتقلين لأن مستوى راحتهم يتغير فى الفردوس .

2- ألم يكونوا فى ثياب بيضاء ... فما هذه ؟ إنها تأكيد لحاجتهم إلى مساندة سكان السماء فى توسلاتهم وتعزياتهم .. إنها الشركة !!

3- هناك استشهاد وشهداء زمانا يسيرا بسبب استحسان الله حتى يكمل عدد صاحبى هذه الأكاليل المباركة .

الختم السادس : الزلزلة العظيمة ( رؤيا 6 : 12 – 17 ) .

" ونظرت لما فتح الختم السادس ، وإذا زلزلة عظيمة حدثت ، والشمس صارت سوداء كمسح من شعر ، والقمر صار كالدم ، ونجوم السماء سقطت إلى الأرض كما تطرح شجرة التين سقاطها إذا هزتها ريح عظيمة ، ............. " .

وفيه نرى زلزلة عظيمة أى أن كل معطيات العالم قد اهتزت حتى النخاع والشمس صارت " سوداء كمسح " أى لا نور ولا تعليم حسن ، والقمر صار كالدم أى أن هناك اختناق روحى عام ، والنجوم تساقطت أى القادة سقطوا ، والسماء انفلقت أى انفصلت عنا ، والجبال والجزر تزحزحت ، أى أن عظماء الأرض تهالكوا والكل يطلب من الصخور أن تسقط عليه ومن الجبال أن تغطيه من وجه الجالس على العرش ، هذه أحداث الأيام الأخيرة : ارتداد روحى وانحلال للخليقة المنظورة ، وصراخ غير المستعدين لمجىء الرب ... لقد جاء يوم غضب الخروف ومن يستطيع الوقوف ؟ إن زمان الرحمة قد انتهى ، وبدأ زمان العدل أو بالأحرى أن فرصة قبول التوبة قد انتهت ، لأن العدل كان يأخذ حقه من دم المسيح المسفوك ، أما الآن فقد انتهى زمان التوبة وعلى كل نفس أن تواجه مصيرها المحتوم .
نصرة السمائيين

أولا : كنيسة العهد القديم ( رؤيا 7 : 1 – 8 )

يرى يوحنا الرائى ملاكا قادما من المشرق ، ومعه ختم الله الحى ( من شمس البر ) ونادى على الملائكة الأربعة الذين أمروا أن يفسدوا الأرض والبحر والنبات بألا يفعلوا ذلك قبل أن يتم ختم عبيد الله على جباههم ، والختم رمز الملكية ، والجبهة رمز الفكر والأرادة . وسمع يوحنا عدد المختومين أنهم 144000 يذكر الكتاب فيها بعد أنهم بتوليون لم يتنجسوا مع النساء ، ولا شك أنهم لا يشيرون إلى بتولية الجسد ، فنحن لا نعتبر الزواج نجاسة بل نعتبره سرا كنسيا فيه نشترك مع الخالق فى خلقه ، ونتحد إلى واحد بروحه ، ونسلك طريق خلاصنا الذى اختاره الله لغالبيتنا .

ولا شك أيضا أنهم ليسوا اطفال بيت لحم ، فهذا مجرد اجتهاد ، فمن غير المعقول أن تحوى قرية صغيرة كبيت لحم هذا العدد الضخم من الأطفال تحت سنتين .

إنهم رمز للبتولية القلبية ، وعدم التدنس بالعالم والفساد المستشرى فيه ، ورقم 12 رمز العبادة المنظمة ، ورقم 1000 رمز الكثرة أى أنه رقم رمزى يشير إلى كل المفديين ، كالمختومين على جباههم ، أى المتمتعين بعمل الروح القدس ( أف 1 : 13 ، 4 : 30 ، 2 كو 1 : 22 ) ، ونلاحظ أنه اختار الأسباط التالية :

" يهوذا – رأوبين – جاد – أشير – نفتالى – منسى – شمعون – لاوى – يساكر – زبولون – يوسف – بنيامين " .

وهنا نورد هذه الملاحظات :

1- أورد يهوذا قبل رأوبين لأن منه جاء المسيح ، حسب الجسد .

2- حذف اسم دان لأنهم عبدوا الأوثان ( قض 18 : 20 ) .

3- ولكى يكمل رقم 12 رمز العبادة المنتظمة يورد أسم منسى رغم أنه جاء ضمن يوسف ، لكن كلمة يوسف معناها " يزيد " أى أنه يستحق أن يكون أكثر من سبط .

ثانيا : كنيسة العهد الجديد : ( رؤيا 7 : 9 – 17 )

ثم رأى يوحنا جمعا كثيرا لم يستطع أحد أن يعده من كل الأمم والقبائل والشعوب والألسنة ..

إنها كنيسة العهد الجديد حيث فيض النعمة وعطية البر تخلص كل العالم من كل جنس وشعب ، وليست كعطية العهد القديم المحددة برقم وجنس معين ، وطبعا لم يستطع يوحنا ولا غيره أن يحصى العدد ، لكن الله حتما يعرفه بالتحديد : " لا تخف لأنى فديتك ، دعوتك بأسمك أنت لى " ( أش 43 : 1 ) .

سمات المنتصرون :

1- واقفون : رمز النصرة والثبات .

2- أمام العرش : رمز المجد والتواجد فى حضرة الله .

3- متسربلين بثياب بيض : رمز النقاوة والوقار .

4- فى أيديهم سعف النخل : رمز النصرة والسلام والفرح .

5- يصرخون بصوت عظيم : رمز الترنيم البهيج وتسبيح الله " الخلاص لإلهنا الجالس على العرش وللخروف " .

وهنا استجاب سكان السماء لترنيم البشر الظافرين ، فسبحوا معهم للجالس على العرش فى سجود خاشع فى البركة والمجد والحكمة والشكر والكرامة والقدرة ( فى العقل ) والقوة ( الثابتة ) لإلهنا إلى أبد الأبدين آمين .

" هؤلاء المتسربلون بالثياب البيض ، من هم ؟ ومن أين أتوا ؟

فأجابه يوحنا باتضاع ولهفة : " ياسيد أنت تعلم " فقال له : " هؤلاء هم الذين أتوا من الضيقة العظيمة " ( الأرض وما فيها من لعنة وتعب واضطهاد وطحن ) وقد غسلوا ثيابهم وبيضوها ( بتكرار واهتمام ) فى دم المسيح الفادى . وهم لذلك أمام عرش الله يخدمونه نهارا وليلا ، أى باستمرار حيث لا ليل هناك ، والرب يحل فوقهم ( أى يظلل عليهم بحنانه ومجده ) يشبعهم ( فقد استراحوا إلى الأبد من الجوع إلى المطلق الذى يقض مضجع الجنس البشرى فلا يشبعه سوى الله ) ، ويحميهم من شمس التجارب وحرها ، ويرعاهم ويرويهم من ماء الحياة الأبدية ، ويمسح دموعهم فى تعزية سماوية تنسيهم كل أوجاع الأرض .

[size=16]رؤيا الأبواق السبعة : فكرة عامة

وهى تعبر عن صورة أخرى من صور الصراع بين الكنيسة وقوى الشر فى العالم أثناء رحلتها من الأرض إلى السماء . وفى الواقع نجد أن هناك أكثر من قوة صارعت ضد المسيحية منذ نشأتها : اليهودية ثم الوثنية ثم الهرطقات ثم اتحاد الدين والسياسة ثم البذخ المادى ثم ديانات فلسفات ضد المسيحية كالشيوعية والوجودية والعبث .

هذه كلها صراعات مستمرة ، كانت تخرج المسيحية منتصرة بقوة المسيح .

وهنا فى رؤيا الأبواق نجد أن الختم السابع قادنا إلى سكوت فى السماء ، ثم ملاك يبخر ، ثم أبواق سبعة مما يؤكد أن هذه الرؤى تتوالى وتتوازى معا فهى تصف رحلة الكنيسة من الأرض إلى السماء ، لهذا تتداخل ( الختم السابع يقود إلى الأبواق السبعة ) ، وتتوالى متتابعة لتعبر عن أدوار الصراع المختلفة .

أما الأبواق فتحمل إلينا رسالة " الأنذارات " التى يقدمها الله للبشر لكى يتوبوا عن شرورهم ، فالبوق الأول : برد ونار ، والثانى : جبل يسقط فى البحر فيحيله دما ، والثالث : كوكب يسقط على الأنهار فتصير مرة ، والرابع : يضرب الشمس والقمر والنجوم حتى الثلث . والخامس : كوكب يسقط من السماء ويفتح بئر الهاوية فيخرج منها جراد غريب يؤذى الناس ، والسادس : حرب ضروس يهلك فيها كثيرون .

وفى الأصحاح العاشر نرى ملاكا فى يده سفر صغير ، ثم رعودا تتكلم ، ولكن الرسول لا يسجل حديثها ، وأخيرا يأكل الرسول السفر فيجده حلوا فى فمه ومرا فى جوفه .

وفى الأصحاح الحادى عشر يتم قياس هيكل الله ويتنبأ الشاهدان الأمينان ، ولكن الوحش يقتلهما ، ثم يقيمهما الله من جديد ، وتحدث زلزلة مرعبة ومهلكة .

وأخيرا يبوق الملاك السابع : قد صارت ممالك العالم لربنا ومسيحه وتنتصر المسيحية بقوة المسيح له المجد .

الأصحاح الثامن : الأبواق الأربعة الأولى

البوق الأول : برد ونار ودم ( 8 : 6، 7 )

" البرد والنار " إعلانان للغضب الإلهى كما حدث مع المصريين قبل خروج بنى إسرائيل ( خروج 9 : 24 ) .

" والدم " رمز النقمة من الأشرار .

وفى يوئيل ( 2 : 20 ) نجد العناصر الثلاثة معا فى اليوم الأخير ، إعلانا عن غضب السماء : " الدم والنار وأعمدة الدخان " .

ونلاحظ أن الأشجار لم يحش سوى ثلثها ، علامة أن يد الله تضرب فى رحمة ولا تهلك كل شىء بل تعطى فرصة للتوبة . كما أن احتراق النباتات دليل نقص الغذاء والجوع ، والبعض يرى أن الأشجار تشير إلى المؤمنين وأن ثلثهم يرتد أما العشب الأخضر فيشير إلى المسيحيين الأسميين وهم يهلكون .

البوق الثانى : " جبل ملقى فى البحر " ( 8 : 8 ، 9 )

وفيه نجد أن جبلا عظيما متقدا بالنار قد ألقى إلى البحر فصار ثلث البحر دما .. ومات ثلث الخلائق التى فى البحر وأهلك ثلث السفن .

وهذه كناية عن قائد حربى يثير حربا فى بحر هذا العالم ذى المياة المالحة فتشتبك دول كثيرة ( ثلث البحر يصير دما ) ويموت ثلث الخلائق ( أى تكون هناك ضحايا كثيرة فى الأرواح ) ويهلك ثلث السفن ( أى يصعب الأتصال بين البلاد وتقل التجارة ويتعب الناس ) .

إن التأمل فيما فعله النازى فى الحرب العالمية ، وما حدث من تداعيات وحروب ودمار يجعلنا نحس أن الحرب هى إنذار من الله لكى نتوب ، يثيرها بشر أشرار ، لكن الله يخرج منها بركة روحية لأولاده إذ يتوبون ويستعدون للحياة الأبدية .

البوق الثالث : " كوكب يسقط فى الأنهار " ( 8 : 10 – 11 )

هنا تتغير الصورة ، فالكوكب ساقط من السماء ، وهو لا يسقط على البحر بل على الأنهار .

الكوكب الساقط من السماء رمز إلى سقوط الهراطقة ، وهم من أكثر قادة الكنيسة علما ولكن الكبرياء أسقطتهم كما أسقطت الشيطان من قبلهم .

والأنهار هى الكنيسة ، مياهها عذبة بعكس مياة البحر المالحة .

واسم الكوكب " الأفسنتين " وهو نبات غاية فى المرارة تضر وإن كانت لا تقتل . ولا شك أن هذا الكوكب الساقط سيحدث مرارة فى العالم وفى الكنيسة وسيجعل الكثيرين ينحرفون عن التعليم الصحيح . إن الطائفية التى نعانى منها الآن ، هى بالحقيقة سبب مرارة نرجو أن تزول .

البوق الرابع : " ضرب ثلث الشمس والقمر والنجوم " ( 8 : 12 ، 13 ) .

إن سقوط هذه الكواكب السمائية ، أى انحراف رجال الدين فكريا أو روحيا يجعل الظلمة تسود ، سواء من جهة الفكر والعقيدة أو السلوك اليومى ، لهذا كم يجب أن نتحفظ فى سلوكنا وتعليمنا كأولاد للمسيح ، وكأبناء للكنيسة حتى لا يخبو النور وتزداد العثرة ويتماحك الخطاة ؟ ! ويختتم هذا البوق ملاك يطير فجأة فى وسط السماء بصورة مرعبة ويصرخ قائلا : ويل ويل ويل للساكنين على الأرض من أجل بقية أصوات أبواق الثلاثة ملائكة المزمعين أن يبوقوا ، وهذا بعنى أن الأبواق الباقية رهيبة ، يجب أن ننتبه إليها ونعرف مكنوناتها .

الأصحاح التاسع ( البوقان الخامس والسادس )

البوق الخامس : الكوكب النازل والهاوية والجراد( 9 : 1-12 )

وفيه نرى ملاكا ساقطا ( أى نازلا ) من السماء ومعه مفتاح بئر الهاوية هو إذن ملاك لا شيطان ، فالشيطان محبوس فى الهاوية ، وذاك قادم من السماء ومعه المفتاح والهاوية مفتاحها فى يد المسيح " لى مفاتيح الهاوية والموت " ( 1 : 18 ) وهى فى تصور انسان العهد القديم حفرة بلا قرار ، فيها أعداء الرب ( عا 9 : 3 ، أش 51 : 9 ، مز 74 : 13 ) ، كسجن ( أش 24 : 21 ، 22 ) ، وقد عبر عنها أحد كتاب اليهود أنها سجن الملائكة الأشرار ، وبالطبع كلها تعبيرات معنوية لا حسية .

وفتح الملاك " بئر الهاوية " إشارة إلى فك الشيطان من سجنه بسماح من الله فى الأيام الأخيرة ، فصعد " دخان كثير " حتى أن الشمس أظلمت إذ حجب نورها وهذه إشارة إلى البدع والضلالات التى سيطلقها الشيطان فى الأيام الأخيرة حتى أن نور الكلمة يحجب عن كثيرين .

ومن الدخان خرج جراد كثير فى جيوش زاحفة ، رمزا للأرواح النجسة والأفكار والمبادىء المضلة التى ستملأ الأرض فى تلك الأيام ، ولذلك فهذا الجراد لن يضر المختومين على جباههم ( العامل فيهم ختم الميرون وقوة الروح القدس ) سواء كانوا مبتدئين ( عشب الأرض ) أو متوسطين ( نبات أخضر ) أو متقدمين ( أشجار ) .. الضرر سيكون بالناس الأشرار البعيدين عن عمل النعمة .

وسيقف الضرر اللاحق بهم عند حد التعذيب لا الموت .. ولعل ما تعانيه البشرية الآن من عذابات كثيرة كالحروب والقلاقل ونقص الغذاء والأنفجار السكانى وانتشار الالحاد والبدع والأنحلال الخلقى والخوف والقلق والملل .. كل هذا يجعل الحياة قطعة من العذاب بالنسبة لمن لم يختبروا المسيح ، ولهذا فهم يروا أن هذا الوجود " لا فائدة منه " وأن هذه الحياة لا تستحق سوى الأنتحار ( سارتر والبير كامى ) .

ويشكل الجراد شبه خيل مهيأة للحرب إشارة إلى الحروب التى سيشنها عدو الخير على البشر سواء حسية أو فكرية أو اقتصادية .ز إنها الخيل المتوثب القوى الذى يفتك بكل ما يقع تحت رجليه .

" وعلى رؤوسها أكاليل ذهب " .. أى أنها تخدع الناس بإغراءاتها وتوهمهم بالنصرة ( الأكاليل ) وبالغنى ( الذهب ) ولكن شكرا لله إنها " شبه " ذهب .

" ووجوهها كوجوه الناس " أى أن الشيطان يستخدم الأنسان فى إيذاء أخيه فى البشرية .

" لها شعر كالنساء وأسنانها كالأسود " أى أن هذه الحروب الشيطانية ستعطى انطباع الحنان والعطف على الأنسان بينما هى فى الواقع مفترسة كالأسد " لها دروع من حديد ، وصوت أجنحتها كصوت مركبات خيل كثيرة تجرى إلى قتال " الحديد رمز الصلابة ، لأن الشيطان صلب المراس فى قتاله ، وصوت الأجنحة المرعب رمز الرهبة والخوف .

" لها أذناب شبه العقارب " أى تسكب الألم وسموم الموت فى الأنسان .

" وسلطانها خمسة أشهر " رمز ال 150 يوما التى كانت للطوفان ، إنها عقاب مؤقت يعقبه حنان إلهى !

" ملكها أبدون .. أبوليون " هو ملاك الهاوية ، أى رئيس هذه الطغمة : الشيطان وابدون = الهلاك ، ابوليون = المهلك ( انظر حاشية الكتاب المقدس ) ، الكلمة الأولى عبرانية أما الثانية فيونانية .

البوق السادس : " ملائكة الفرات والحرب الرهيبة " ( 9 : 13 – 21 )

ثم جاء البوق السادس ، والويل الثانى ، وفيه نرى مذبح الذهب الذى أمام الله ، وهو مذبح البخور ، وقرون المذبح علامة القوة حتى أن الناس كانوا يتمسكون بها لجوءا إليها من الخطر المحدق ، وهى أربعة قرون رمز هيمنة الله على أربعة أنحاء المسكونة .

جاء الصوت من أربعة قرون المذبح ، أى من الله كلى القدرة ، أن يفك الملاك السادس الأربعة ملائكة المقيدين عند الفرات ، وذلك لأنهم كانوا فى هذا الوضع إلى وقت محدد من الله يهلك فيه ثلث الناس لعل الباقى يتوب ، ولكن لماذا الفرات ؟ إنه تذكرا لبابل المهلكة التى سبت بنى إسرائيل إليها فى ذل وعار ...

ولماذا يهلك الثلث ؟ لأنهم يرفضون التوبة رغم إنذارات الأبواق الخمسة الماضية ، إنها محاولات من الله لتحريك ضمائر البشر للتوبة وهذا أفضل لهم ، ولكن ... الأنسان كثيرا ما يتمسك بفكره المنحرف ويرفض يوم خلاصه !!

" وعدد الجيوش 200 مليون " : وهو رقم ضخم إما لأنه يشير إلى حرب روحية ، وأجناد شيطانية ، أو أنه يشير إلى حرب عالمية تضم دولا كثيرة .

لقد انخرط الناس فى خطايا كثيرة وخطيرة عبر عنها الرائى فى الآية 21 القتل ( المادى والمعنوى ) والسحر ( الذين يلجأون للشيطان دون الله ) والزنا ( بكل أنواعه الحسية والمادية والفكرية ) والسرقة ( التى يتصور فيها الأنسان أن الله لا يراه ) ... لهذا كثرت الحروب وزادت روح العداوة وانهمك الكل فى صراعات دموية وغير دموية بسماح من الله ، لعل البشرية تفيق من غفلتها وتتعرف على احتياجاتها العميقة فتتوب ، ولكن الفرصة قد فاتتهم .. وها هم يرفضون التوبة .

" والفرسان دروعهم نارية وأسمانجونية وكبريتية " وكلها تعطى إيحاء بالعنف والقسوة والدموية

" ورؤوس الخيل كالأسود " فى شراستها وافتراسها ، ومن أفواهها يخرج نار ودخان وكبريت ، نفس الأحساس بالعنف والهلاك المحرق .

" أذنابها شبه الحيات " أى تستخدم أساليب ملتوية فتدعى العلم والثقافة والفلسفة بينما هى ضلالات وجهالات مهلكة .

" وأما بقية الناس الذين لم يقتلوا بهذه الضربات .. فلم يتوبوا " إنه العناد الأنسانى حين يرفض صوت الروح القدس والأنذارات الإلهية التى تكررت فى الأبواق المختلفة .

البوق الأول : إنذار بالجوع ، والثانى : بالموت ، والثالث : بالضلال ، والرابع : بالأرتداد ، والخامس : بالغواية الشيطانية ، والسادس : بالحروب المادية والمعنوية المدمرة ، .. لكن البقية لا تتوب .. فهى لا تعبد الله بل الشيطان ، وهى تسجد لأصنام من ذهب وفضة ونحاس وحجر وخشب ، .. أى تتعبد للمادة كالشيوعية أو للذات الأنسانية كالوجودية .. إنه الإلحاد المعاصر .

الأصحاح العاشر

الرعود والسفر الصغير

فى هذا الأصحاح تتوقف الأحداث عند البوق السادس ، ونرى " ملاكا آخر قويا " وكلمة ملاك معناها رسول ، فالملائكة رسل من الله لتنفيذ مشيئاته المقدسة ومقاصده الإلهية ، ومع أن هذا الملاك قوى إلا أنه متسربل بسحابة ، والسحابة دائما رمز التسامى ، ، كما أن هذا الملاك " على رأس قوس قزح " ومعروف أنه رمز الميثاق بين الله والناس بعد الطوفان ، إذن فهى ملاك المقاصد الإلهية التى ستتم حتما ( قوى ) ، وفيها كل الخير ( سحابة ) وفيها فيض الرحمة ( قوس قزح ) ، ووجه هذا الملاك " كالشمس " فهو يحيا فى حضرة القدير وعليه ينعكس نوره الإلهى .

ورجلاه " كعمودى نار " علامة الثبات ونفاذ الأرادة وطهارة المسلك ، " ومعه فى يده سفر صغير مفتوح " هذا يختلف تماما عن ذاك السفر العتيد الذى اهتزت له السماء والأرض ، والذى كان عن يمين الجالس على العرش ، والذى كان مختوما باحكام والذى لم يجرؤ أحد من الكائنات أن يفتحه ولا حتى أن ينظر إليه ، هذا " السفر الصغير " هو رسالة ، وهو فى يد الملاك وهو " مفتوح " .
ماذا فعل الملاك ؟

" وضع رجله اليمنى على البحر واليسرى على الأرض ، والكل تحت موطىء قدميه ، وهو ينادى بصوت عظيم لتلتفت الأرض كلها إلى مقاصد الله العظيم " .
الرعود السبعة ؟

وعندئذ : " تكلمت الرعود السبعة بأصواتها " وفهم يوحنا كل ما قالته ، وأراد أن يسجل كلماتها ، لكنه سمع صوتا من السماء يقول : " اختم على ما تكلمت به الرعود السبعة ولا تكتبه " وهنا توقف يوحنا عن الكتابة وكتم السر لنفسه حسب أمر الله ، فهناك أمور كثيرة غامضة ، وجوابها عند الله ، أحيانا يكشف الرب لأولاده الأخصاء الأسرار وينهاهم عن البوح بها ، الطاعة هنا واجبة واختفاء بعض مقاصد الله وتدبيراته فى الكون أمر مفروغ منه لأن الكتاب يقول : " السرائر للرب إلهنا والمعلنات لنا " ( تث 29 : 29 ) " يالعمق غنى الله وحكمته وعلمه ، ما أبعد أحكامه عن الفحص وطرقه عن الأستقصاء " ( رو 11 : 23 ) .

لذلك فلا ينبغى أن نتوهم إمكانية أن نسير غور المقاصد الإلهية إلا فى الحدود التى أعلنت لنا من خلال الوحى ، ويكفينا أن نثق أن الله محب وعادل معا ، ولن تنقص محبته فى لحظة واحدة ، ولن يتخلى عنا لحظة واحدة .. أما كيف ؟ فهذا سر !!

وما أكثر الأسرار فى الكون ، فإن كنا حتى الآن لم نستطع أن نستوعب العمليات الكيميائية التى تحدث فى الخلية الصغيرة ، وإن كنا حتى الآن لم ندرك سر الحياة وكيف نشأت ؟ فكم بالحرى الأسرار التى رأى الله أن يخفيها عنا لخيرنا ؟ إنه الإله القادر والأب الحنون فى نفس الوقت ، فلهذا نسلم حياتنا له " ولا نرتأى فوق ما ينبغى " .

الملاك يقسم بالله :

ورفع الملاك يده إلى السماء " وأقسم بالحى إلى الأبد الآبدين " ... كيف ذلك أن الأمر فى يد الله ، وحين يأمره الله بأن يقسم به فقد أخذ السماح ويجب أن ينفذ .

" لا يكون زمان بعد " ... هنا النهاية فقد أوشكت صورة الصراع هذه أن تنتهى وسوف تنتهى بنصرة الكنيسة .

" ومع البوق السابع يتم أيضا سر الله كما بشر عبيده الأنبياء " ... هذا تأكيد أن البوق السابع سينهى الصراع لصالح الكنيسة ، تحقيقا لوعد الرب .

السفر الصغير :

وإذا بالصوت الذى نهاه عن تسجيل كلمات الرعود السبعة يقول ليوحنا : " اذهب خذ السفر الصغير المفتوح فى يد الملاك الواقف على البحر وعلى الأرض " ، فذهب يوحنا فى طاعة جميلة وأخذ السفر من يد الملاك الذى قال له : " خذه كله ، فسيجعل جوفك مرا ، ولكنه فى فمك يكون حلوا كالعسل " ... ما أجمل صدق الله ! انه ينبه إلى المرارة التى سيحسها فى باطنه قبل أن يغريه بالحلاوة التى سيحسها أولا فى فمه انه خادم رب الجنود الذى لم يخدعنا بل قال : " فى العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالم " ( يو 16 : 33 ) .

وبالفعل أخذ يوحنا السفر وأكله فكان فى فمه حلوا كالعسل ، وفى جوفه مرا ، انه طريق المسيح الذى تختلط فيه حلاوة الشركة معه مع الآم الصليب الذى نحمله خلفه ، وهى مقاصد الله التى تشبه بضع الجراح فيها الألم والحلاوة ، الألم للبنيان والحلاوة للتشجيع .

وقال له الملاك : " يجب أن تتنبأ أيضا على شعوب وأمم وألسنة وملوك كثيرين " أى انك ستكرز وتعلن للناس كلامى ، وهذه مهمة مؤلمة فيها يكسب الأنسان رضى الله ، وغضب الكثيرين .

الأصحاح الحادى عشر

الشاهد والبوق السابع

هذا اصحاح اختلف فيه الشراح كثيرا ، وسبب الأختلاف هو محاولة الحسم وهذا مستحيل !! إن النبوات فيها غموض إلهى خاص ، وكثير منها يكون له تحقيقان أحدهما قريب والآخر بعيد كنبوة " من مصر دعوت ابنى " ( هو 11 : 1 ) ، ( مت 2 : 15 ) ، التى تنطبق على خروج بنى اسرائيل من أرض مصر ، وعلى عودة الرب من مصر إلى أرض فلسطين ، لهذا فالحسم فى هذا الموضوع غير جائز ، نحن فى الأيام الأخيرة حتما لأننا بين البوقين السادس والسابع ، فماذا هناك ؟
قياس الهيكل

أعطيت ليوحنا قصبة ، وقال له الملاك : " قم وقس هيكل الله والمذبح والساجدين فيه أما الدار فاطرحها لأن الأمم سيدوسون المدينة المقدسة 42 شهرا " ..

ما معنى القياس هنا ؟ معناه الحيازة أو الأمتلاك أو القبول ، فهو سيقيس الهيكل والمذبح والساجدين فيه ، أى أنه سيحدد من هم المقبولين لدى الله أبناء الكنيسة .

أما الدار الخارجية وكانت تسمى " دار الأمم" فقال له " اطرحها " إشارة إلى أن الأمم ستدوس المدينة المقدسة ( ولم يحدد أنها أورشليم ، لذلك يمكن أن تكون رمزا للكنيسة أيام الدجال 42 شهرا ، هذا الدرس معناه النصرة المؤقتة فى الصراع بين الكنيسة والشر ، ورقم 42 شهرا = ثلاثة ونصف سنة أى نصف رقم 7 عدد الكمال ، إذن فهو يرمز إلى

( موضع الناقص أو المؤقت ) هى إذن نصرة مؤقتة آخر الأيام من الشر على الكنيسة .

وهنا يظهر " شاهدان يتنبآن " .... ومدة نبوتهما 260 يوما = 42 شهرا = 5 و 3 سنة = الوضع المؤقت ....
ما سمات الشاهدين ؟

" يلبسان المسوح " رمز الأنسحاق والدعوة للتوبة وهما " زيتونتان " رمز السلام والحياة " ومنارتان " رمز الحكمة وارشاد التابعين ، وهما " قائمتان أمام الرب " رمز المركز السامى وإشارة إلى مصدر إرسالهما . وإن كان أحد يريد أن يؤذيهما تخرج نار من فمهما وتأكل أعداءهما : نار الكلمة والأحكام الإلهية .. بل " لا بد أن يقتل " أى أن يهلك نتيجة عدم طاعة الرب " وهما يغلقان السماء ، ويحولان المياة إلى دم ويضربا الأرض بكل ضربة " علامة السلطان الواسع الممنوح لهما من الله فى السماء والأرض والبحر .
من هما الشاهدان ؟

تختلف الآراء ، فهناك من يقول هما موسى وإيليا ؟ ( لأن موسى هو الذى حول البحر إلى دم ، وإيليا هو الذى أغلق السماء وأحرق الجنود ) ، وهناك من يقول بل هما أخنوخ وايليا لأنهما صعدا أحياء ، وسيعودا للشهادة والأستشهاد ، وهناك من يرى أنهما رمز للكارزين " أثنان خير من واحد " ( جا 4 : 9 ) أى أنه ستكون هناك كرازة فى آخر الأيام .

موتهما وقيامتهما :

يصنع الوحش الصاعد من الهاوية فى البوق الخامس حربا مع هذين الشاهدين ويقتلهما بسماح من الله ، ويتصور أنه انتصر عليهما نهائيا ، فيطرح جثتاهما على شارع المدينة العظيمة " التى تدعو روحيا سدوم ومصر حيث صلب ربنا " ... وواضح أن الكلام هنا شفرى والمدينة العظيمة هنا هى كلمة " مملكة الشر فى العالم " سواء كانت قلعة الوثنية أو اليهودية أو الألحاد ..... الخ .

وقد اشار إليها بسدوم حيث الشر والدينونة الإلهية ، وبمصر حيث استعبد بنو إسرائيل لدى فرعون ، واعتبر هذا كله بمثابة صلب للمسيح " لأنه فى كل ضيقهم تضايق ، وملاك حضرته خلصهم " ( أش 63 : 9 ) .

ويشمت سكان الأرض والأشرار ، ويرسلون الهدايا لبعضهم البعض لأن الشاهدان كانا قد عذباهم بكلمات التوبيخ الإلهى .

حتى متى بقيت الجثتان فى العراء ؟! ثلاثة أيام ونصف .. نفس الرقم الذى يشير إلى النقصان " والوضع المؤقت " ... إن هزيمة الحق هى هزيمة مؤقتة تأتى بعدها النصرة الأكيدة ، بل هى هزيمة لهدف سام فى مقاصد الله .

وبعد هذه الفترة المؤقتة التى سيعود فيها الشيطان بعد أن يحل من سجنه ، يدخل روح حياة فى الشاهدين ، فيقفا على أرجلهما ، ويقع خوف عظيم على كل الناظرين ثم يسمع الكل صوتا عظيما من السماء يقول لهما : " اصعدا إلى ههنا " ... فصعدا إلى السماء فى السحابة والكل يبصرون المشهد المجيد المخيف .

ومع هذا المشهد تحدث زلزلة رهيبة تهدم عشر المدينة التى رفضت أن تعطى ربنا حقه فى العشور ، ومات سبعة الآف نفس ، عكس السبعة الآف ركبة التى لم تنحن لبعل أيام إيليا ... ( وينقلب الوضع ) وهلك الأشرار ، وتزكى الأبرار ! ! .

وهكذا صار الباقون فى رعب عظيم ومجدوا إله السماء .

البوق السابع : الكنيسة فى المجد ( 11 : 15 – 19 )

هذا رجاء الكنيسة التى نجاهد على أساسه ، فمع أن الصراع شديد لكن النصر أكيد ، وها هى ممالك العالم تصير للرب ولمسيحه ، فيملك إلى الأبد ، وها الأربعة وعشرون قسيسا يسجدون أمام الفادى يشكرونه لأنه " أخذ قدرته وملك " وبدأ يدين الجميع يعطى كل واحد حسب أعماله فيهلك من كانوا يهلكون فى الأرض ويعطى الأجرة السمائية لعبيده الأنبياء والقديسون والخائفين اسمه ضغارا وكبارا .

وأخيرا ينفتح هيكل فى السماء ويظهر تابوت العهد وتحدث بروق وأصوات ورعود وزلزلة وبر عظيم .. أى أن الله الآن ينفذ عهده مع البشرية وينفذ كل ما أرسله إليهم من وعود أو إنذارات على كل انسان أن يتحمل مسئوليته ! .



يتبع
[url=http://www.senksar.com/vb/].
.
.
.
.[/url]


 تفسير سفر الرؤيا ( الحلقة الثالثة ) 12243153570
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تفسير سفر الرؤيا ( الحلقة الثالثة )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  تفسير سفر الرؤيا (الحلقة الاولي)
»  تفسير سفر الرؤيا ( الحلقة الثانية )
»  تفسير سفر الرؤيا ( الحلقة الرابعة )
» تفسير سفر اشعياء
» كتاب تفسير سفر راعوث لخادم الرب وليم كيلي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: 
††المنتديات الكنسية††
 :: منتدى الكتاب المقدس
-
انتقل الى:  
الساعة الانبتوقيت القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات اكليسيا
حقوق الطبع والنشر©20010 - 2009