قال فريق من العلماء الأمريكيين إن الأعاصير الأكثر قوة تضاعفت تقريبا خلال الثلاثين عاما الماضية.
وتًحدُثُ الأعاصير عندما تصل درجات حرارة سطح المحيطات الى مستويات مرتفعة جدا.
إلا أن الباحثين يُحذرون من أن إثبات وجود رابط مباشر بين ظاهرة تضاعف الأعاصير المدمرة والاحتباس الحراري الذي شهده العالم خلال السنوات القليلة الماضية يتطلب العودة الى عصور ماضية لم تكن تسجل فيها هذه الظواهر تسجيلا دقيقا.
ومع ذلك قال هؤلاء العلماء إن قوة إعصار كاترينا تتناسب والاتجاه العام الذي تم تسجيله.
ويقول فريق من العلماء من مركز جورجيا للعلوم في اطلانطا بولاية جورجيا ومن المركز الوطني للابحاث الجوية في كولورادو إنهم قاموا بتحليل المعلومات المتاحة عن الاعاصير منذ أن بدأ تسجيل هذه الظواهر عن طريق الأقمار الصناعية.
واكتشف العلماء إن هناك زيادة حادة في عدد الأعاصير التي تحتل المرتبة الرابعة والخامسة من حيث القوة والتي سببت أكبر خسائر خلال الفترة الماضية.
وتشير الدراسة التي اجراها هؤلاء العلماء الى ان الأعاصير القوية التي سجلت في الفترة بين عامي 1975 و 1989 بلغ عددها 171 إعصارا ارتفع الى 269 في الفترة بين عامي 1990 و 2004 .
وقال البروفيسور بيتر ويبستر رئيس فريق البحث في تصريحات لبي بي سي إن بإمكانه القول أن زيادة حدة هذه الأعاصير يعود على الأرجح الى زيادة درجة حرارة سطح المحطيات بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري.
ومن ناحية أخرى انتقد نائب رئيس الوزراء البريطاني جون بريسكوت سجل الولايات المتحدة في مكافحة الاحتباس الحراري، في أعقاب إعصار كاترينا الذي دمر مدينة نيو أورلينز.
وفي كلمة ألقاها في برلين وجه بريسكوت انتقادات حادة للحكومة الأمريكية التي رفضت التوقيع على اتفاقية كيوتو.
وقال أمام الكونجرس الدولي لمجلس الحضر الأوروبي إن التغير المناخي مسؤول عن ارتفاع مستوى مياه البحار وتزايد العواصف.
وقارن بريسكوت بين نيو أورلينز والدول المكونة من جزر والتي قال إنها معرضة لخطر الغرق.
"تضامن وتعاطف"
وشدد برسكوت على "تعاطفه" مع الولايات المتحدة، لكنه قال إن الإدارة الأمريكية "أخطأت" في عدم انضمامها إلى بريطانيا وباقي الدول الصناعية الكبرى في دعمها لاتفاقية كيوتو الخاصة بمكافحة التغير المناخي.
وقال: "أود أن انتهز هذه الفرصة للاعراب عن تضامننا وتعاطفنا بعد الدمار الذي تسبب به الإعصار كاترينا.. وباعتباري مفاوضا أوروبيا في اتفاقية كيوتو الخاصة بالتغير المناخي، فأنا مدرك تماما أن التغير المناخي يغير من الأنماط المناخية ويرفع مستوى سطح البحر."
وأشار بعض المعلقين إلى أن كاترينا يعد مثالا على نوع العواصف التي ستصبح أكثر شيوعا مع تزايد ارتفاع درجة حرارة الأرض أو ما يعرف بالاحتباس الحراري.
وتستهدف اتفاقية كيوتو الحد من هذه الظاهرة عن طريق تقليص انبعاثات الغازات التي تسبب ظاهرة الصوبات الزجاجية.
لكن الولايات المتحدة رفضت الاعتراف بأن النشاطات البشرية هي المسؤولة عما حدث.
كما كال بريسكوت المديح لبعض رؤوساء البلديات الأمريكية الذين تجاهلوا موقف الحكومة الفيدرالية واتخذوا إجراءات فعلية لتقليل انبعاثات الكربون.
وقال: "في زيارة قمت بها مؤخرا إلى الولايات المتحدة، شعرت بالسعادة عندما رأيت رؤوساء البلديات يقومون بمبادرات بيئية تتعلق بكيوتو."
"هذا العام وقع 178 رئيس بلدية، يمثلون أكثر من 36 مليون أمريكي على أهداف كيوتو إضافة إلى 60 رئيس مدينة مثل لندن وشنغهاي وموسكو وريو والذين وافقوا على اتخاذ 21 إجراء فعليا تتعلق بنفايات الطاقة والتصميمات الحضرية والصحة والمياه والنقل."
وأضاف: "الفيضانات المروعة التي شهدتها نيو أورلينز تذكرنا بمخاوف زعماء دول مثل جزر المالديف التي تواجه خطر الاختفاء كلية."
"أنا فخور بأن بريطانيا حققت بالفعل أهداف كيوتو الخاصة بانبعاث الغازات، قبل ست سنوات من الموعد المستهدف، ولم يتأثر اقتصادها."
ربنا يستر علينا من الايام الى جاية دى
اذكرونى فى صلاواتكم